فهرس الكتاب
الصفحة 153 من 332

نفسه، أو صفه به رسوله فيعطلون أسماءه الحسنى وصفاته العليا، يحرفون الكلم عن مواضعه، ويلحدون في أسماء الله وآياته، وكل واحد من فريق التعطيل والتمثيل جامع بين التعطيل والتمثيل )) .

(قلت) وهذا الكلام في غاية الجودة إلا أنه يكرر هذا المعنى فيقول: (( إن الله ينزل، ويكون في فوق وتحت من غير كيف، ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من سلف الأمة، ولا من الصحابة والتابعين، ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن هؤلاء ... ولم يقل أحد منهم إن الله ليس في السماء، ولا أنه ليس على العرش، ولا أنه فيكل مكان، ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء، ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل، ولا أنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها ) ). اهـ. ألم تر أنه قد أثبت الفوقية هنا؟ أو الظرفية؟ وهك 1 ا يقرر أنه لا تأويل في مذهب السلف، بل الإيمان بما جاء به القرآن الكريم ونطقت به السنة، وأن الله تعالى في السماء، وأنه على العرش كما اتفق على ذلك الصحابة والتابعون والأئمة المهتدون بلا تكليف وأنه يجوز أن يشار إليه بالإشارة الحسية بالأصابع، ولم يقل بلا تكليف، وهل الأمر كما ذكر أم الأمر على العكس تماما؟ ويجاب عليه بما يلي:

1 -جاء في تفسير القرطبي [الجامع لأحكام القرآن] لأبي عبد الله محمد ابن أحمد الأنصاري القرطبي (جـ 10 - ص 6694) في قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك: 16] .

قال ابن عباس: (( أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه ) ).

وقيل تقديره: أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته، وقيل هو إشارة إلى الملائكة. وقيل: إلى جبريل، وهو الملك الموكل بالعذاب. وقال القرطبي: قلت: ويحتمل أن يكون المعنى أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض، كما خسفها بقارون )) . اهـ. إذن فكيف يحمل الظرفية على الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام