فهرس الكتاب
الصفحة 39 من 332

أنه متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيّز، ويلزم من المكان والحيّز الحركة، والسكون للتحيّز والتغيير والحدوث. هذا قول المتكلمين.

وحكى أبو عمرو بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} .

قال: علا، وقال الشاعر:

فأوردتهم ماءً نقيعاً قعرهُ *** وقد حلَّق النجمُ اليماني واستْوى

أي: علا وارتفع، قال القرطبي: قلت: فعلوا اللَّه تعالى وارتفاعه عبارة عن علوّ مجده وصفاته وملكوته، أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلوّ مشتركاً بينه وبينه لكنه العلى بالاطلاق سبحانه وتعالى. أهـ. باختصار

وبذا أكون (أيها القارئ الكريم) قد أوقفتك على أغلب آراء أهل السنة والجماعة في أخطر مسألة دينية، وهي مسألة الاستواء، كما أوقفتك على أقوال بعض الوهابية الذين يصفون أهل التأويل بالضلال والابتداع والجهل، وأن هناك فئاتٍ وردت في فتاويها ما فيه شائبة التّجسيم، وقلت لك في الهامش إِنها بقايا من الحشوية او الكرامية. وسيأتي إضاح ذلك ان شاء الله تعالى

أورد الشيخ مجيب الزيدي اعتراضاتٍ على الشيخ عبد اللَّه بن محمد، أو على الدعوة ككل، وكان من اعتراض مجيب كما جاء في كتاب (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية) "وأنت - أي للشيخ عبد اللَّه - قد ناقضت كلامك حيث قلت، وذلك مثل وصف نفسه تبارك وتعالى بأنّه فوق السموات، مستوٍ على عرشه، فقد فسرت كتاب اللَّه وأثبت لله صفةً، وهي الفوقية المستلزمة للتّجسيم، وليست الفوقية مذكورةً في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} . أهـ."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام