فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 332

كشف الرجل الستار بقوله:"أهل التأويل يقولون إِن الوجه عبارة عن الذات، وقال بعضهم: إِن الوجه صلة ... وقال بعضهم بمعنى الثواب، وذلك بطريق المجاز"أهـ. ولكن هل سلّم أحمد بن حجر بما ذكره أهل التأويل [أهل السنة والجماعة] بأن المراد بالوجه هو الذات؟ أم ماذا فعل؟ إِنه أخذ يجادل أهل التأويل بكل ما أوتي من علم وفلسفة، والسلفي لا يفعل هذا، بل إِن السلف يُفوضون علم اللفظ الظاهر منه التشبيه إِلى اللَّه تعالى مع الاعتقاد أن الظاهر غير مراد، وعلى كل لنسمع إِلى أجوبته تحت عنوان (الأجوبة عن تأويل الخلف للوجه) .

(أولها) : إِن المجاز لا يُمتنع نفيه. فعلى هذا لا يمنع أن يقال ليس لله وجه، ولا حقيقة لوجهه، وهذا تكذيب صريح بما أخبر به عن نفسه، وأخبر عنه رسوله.

(ثانيهما) : إن ذلك يستلزم كون حياته وبصره وقدرته وسائر صفاته مجاز لا حقيقة لها.

(ثالثهما) : إِنه لما أضاف الوجه إِلى الذات وأضاف النعت إِلى الوجه فقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} .

دل على أن ذكر الوجه ليس بصلة لأن قوله: {ذُو الْجَلال وَالإِكْرَامِ} .

نعت للوجه، وأن الوجه صفة للذات، فتأمل رفع قوله: {ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} .

عند ذكر الوجه في قوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام