أعمل به. وحاصله وجوب الإيمان بأنه استوى على العرش مع نفي التشبيه فإما كون المراد أنه استيلاؤه على العرش فأمر جائز الإرادة إذ لا دليل على إرادته علينا فالواجب عينا ما ذكرنا )) اهـ
أجاب الشيخ عبد الرحمن الهندي الدّهلي: في كتابه [روضُ المجال في الرّد على أهل الضلال ص 18] عن سؤال في بيان التأويل فقال:"الجواب"عن"الرحمنُ على العَرشِ اسْتوى".
قال الأستاذ أبو منصور الماتُريدي البغدادي رضي اللَّه عنه: ذهب الأكثرون إِلى أن الاستواء. هو القهر والغلبة أي الرحمنُ غلب العرش وقهره وخصّه بالذكر لأنه أعظم المخلوقات، ثم قال: وهل يُطلق الاستواءُ ويراد منه القهر في اللغة؟ أجاب: نعم، يُطلق ويراد منه القهر، مثل قولك: الملك استوى على البلدة الفلانية. بمعنى قهرها، وخلاّها تحت حكمه. ولكن لا يخفى عليك الفرق بين استيلاء المخلوق، واستيلاء الخالق سبحانه وتعالى. لأن استيلاء الخالق على جميع المخلوقات قديم، واستيلاءٌ كليٌّ من كل الوجوه، بخلاف استيلاء الملك فإِنه استيلاء حادث، واستيلاءٌ ظاهر لا حقيقي، فإِن الاستيلاء الحقيقي ثابت لله تعالى". أهـ."
وذكر بعض الصوفية: أن معنى الاستواء. الإِتمام. والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} . أي تمَّ شبابه. وقال في آية أخرى: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} . أهـ. أي: تمّ ذلكَ الزرع.