فهرس الكتاب
الصفحة 51 من 332

قال أبو عبد اللَّه: في شرح مسلم (جـ 2 ص 241) عند حديث الجاريّة"أراد [أي الرسول صلى اللَّه عليه وسلم] معرفة ما يدل على إِيمانها، لأن معبودات الكفار من صنمٍ ونار بالأرض، وكل منهم يسأل حاجته من معبوده، والسماء قبلة دعاء الموحدين، فأراد كشف معتقدها، وخاطبها بما تفهم فأشارت إلى الجهة التي يقصدها الموحدون، ولا يدل ذلك على جهة، ولا انحصاره في السماء، كما لا يدل التوجه إلى القبلة على انحصاره في الكعبة، وقيل إِنما سألها بأين عما تعتقده من عظمة اللَّه، وإِشارتها إلى السماء إِخبار عن جلاله في نفسها ... وقد أطلق الشرع أنه القاهر فوق عباده، وأنه استوى على العرش، فالتمسك بالآية الجامعة للتنزيه الكلي الذي لا يصح في العقل غيره، وهي قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} . عصمةً لمن وفقه اللَّه تعالى". أهـ.

الإمام الجويني وحديث الجارية"اللَّه في السماء"

سئل الامام الجويني رضي اللَّه عنه: كما في كتاب [اتحاف الكائنات ببيان مذهب السلف والخلف في المتشابهات] (ص 44) بعد عرض حديث الجارية، وغيرها من الآيات،"ما الدليل على تنزيهه تعالى عن المكان. وهو قال: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. فقال رضي اللَّه عنه:"الدليل عليه قول يونس عليه السلام في بطن الحوت: {لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ} . فتعجب منه الناظرون!!!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام