(أحدهما) الإِيمان به من غير خوض في معناه مع اعتقاد أن اللَّه تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} . وتنزيهه عن سمات المخلوقات.
(الثاني) : تأويله بما يليق، فمن قال بهذا، قال: كان المراد امتحان الجارية، هل هي موحدة تقرُّ بأن الخالق المدبّر الفعال هو اللَّه وحده، وهو الذي إِذا دعا الداعي استقبل السماء، كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة، بل ذلك لأنَّ السماء قبلة الداعين، كما أن الكعبة قبلة المصلين، أو هي من عبدة الأوثان التي بين أيديهم، فلما قالت:"في السماء"علم أنها موحدة، وليست عابدة للأوثان". أهـ."
وقال: قال القاضي عياض:"لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم، أن الظواهر الواردة بذكر اللَّه تعالى في السماء كقوله: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ} . ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم"أهـ.
قلت: [وهذا إجماع من أهل السنة والجماعة على صرف اللفظ عن ظاهره] إِذن فلا يحق لمن يدعو للسلفية أن يتكلم في صفات اللَّه تعالى إلا بما يوافق إجماع المسلمين، ومن شذّ شذّ إلى النار، ونال غضب الجبار - والعياذ باللَّه-.