من هم المبتدعون؟
نريد سماع كلمة الحق والإنصاف في كل ما ورد في هذا المؤلف من الاخوة السلفيين، هل أهل السنة والجماعة متبعون، أم مبتدعون؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(قلت) : أيكون مبتدعا من نزه الله تعالى عن صفات الحدوث كما نزه المولى ذاته؟ وفسر الوجه بالذات لما قاله السلف بالصفات، ومن هو المبتدع؟ أيكون مبتدعا من نزه الله تعالى عن الجهة والمكان، كما هو ثابت في القرآن
(( الله خالق كل شيء ) ).
فثبت غناؤه تعالى عن كل شيء، ودليله
(( والله غني عن العالمين ) ).
كيف يحصر جل جلاله فوق العرش، وهو لا يتجاوز الذرة إذا ما قورن بعظمته وجلاله وكبريائه، فقبل أن يخلق العرش أين كان، وأين هو الآن؟ وهل يحويه مكان أو يجري عليه زمان؟ ألم تقرؤا قوله عليه الصلاة والسلام، في كتب أئمة الإسلام
(( كان الله ولا شيء معه ) ).
فعلم قطعا أنه لم يزل كما كان، وهذه هي (عقيدتنا) تكلم الله تعالى لا عن سمت متقدم، ولا عن سكوت متوهم، بكلام قديم أزلي أبدي كسائر صفاته من علمه، وقدرته، وإرادته، كلم موسى عليه السلام كلاما سماه التوراة، والزبور لداود عليه السلام، والانجيل لعيسى والتنزيل (الفرقان) على خاتم الأنبياء عليه