كالعرش، أو السماء، وأن الآيات والأحاديث التي توهم ذلك مصروفة عن ظاهرها بإِجماع من عقل من المسلمين، وسيأتيك بعد إِجماع المسلمين على تكفيرهم كما حكاه القرطبي في التذكار.
قال الباقلاّني رضي اللَّه عنه في (كتابه الانصاف ص 36) :"مسألة""يجبُ أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث، أو على سمة النقص. فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك أنه تعالى متُقدّس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام، ولا القعود لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} . وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} . ولأنُ هذه الصفات، تدل على الحدوث، واللَّه تعالى يتقدّسُ عن ذلك. فإِن قيل: أليس قد قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ."
قُلنا بلى: قد قال ذلك: ونحن نطلق ذلك وأمثاله على ما جاء في الكتاب والسّنة لكن ننفي عنه إِمارة الحدوث، ونقول: استواؤه لا يُشبه استواء الخلق. ولا نقول إِن العرش له قرار ولا مكان، لأن اللَّه تعالى كان ولا مكان، فلما خلق - المكان لم يتغير عما كان"أهـ. وقال: قال جعفر بن محمد الصادق:"من زعم أن اللَّه تعالى في شيء أو من شيء، أو على شيء فقد أشرك، لأنه لو كان على شيء لكان محمولاً، ولو كان في شيء لكان محصوراً، ولو كان من شيء لكان محدثاً، واللَّه تعالى عن جميع ذلك"أهـ."
وقال أبو عثمان المغربي: يوماً لخادمه محمد المحبوب"لو قال لك قائل أين معبودك ماذا كنت تقول؟ فقال: أقول حيث لم يزل ولا يزول، قال: فإِن كان في الأزل ماذا تقول؟ فقال: أقول حيث هو الآن"أهـ. يعني أنه كما كان ولا مكان