ومما قاله ابن تيمية في ردّه على الرازي:"قُلتم ليس هو بجسم، ولا جوهر، ولا متحيّز، ولا جهة له، ولا يشار إِليه بحسّ، ولا يتميّز منه شيء من شيء، وعبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب، له قدر لا يتناهى، فكيف ساغ لكم النفي بلا كتاب ولا سنّة"أهـ.
وفي كتاب النقض لعثمان بن سعيد السجزي تجد الكثير من التصريحات بالتجسيم - والعياذ باللَّه - مثل إِثبات الحركة لله تعالى، والثقل والجلوس، والمسافة، والاستقرار على العرش. وقوله:"يكون من على رأس الجبل أقرب إلى اللَّه"وقوله:"لو شاء لاستقر على ظهر بعوضة، فأستقلت به قدرته، ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم"أهـ. وقد صرح بمثل هذا الداعين للسلفية الحديثة، في بلادنا الشامية، إِذ قال بعضهم: إِن من كان على رأس مئذنة أقرب إِلى اللَّه مما هو في أ
جاء في تفسير الخازن (جـ 4 ص 196) وروى البيهقي بسنده عن ابن عُيينة قال:"كلُّ ما وصف اللَّه تعالى به نفسه في كتابه، فتفسيره تلاوته والسكوت عنه".
وقال البيهقي:"والآثارُ عن السلف في مثل هذا كثير، وعلى هذه الطريقة يدلُّ مذهب الشافعي رضي اللَّه عنه، وإليه ذهب أحمد بن حنبل والحسن بن الفضل البجلي، ومن المتأخرين أبو سليمان الخطابي". أهـ.
وقال البغوي:"أهل السنة يقولون: الاستواء على العرش، صفة بلا كيف يجب على الرجل الإِيمانُ به، ويكل العلم إِلى اللَّه عزّ وجل"أهـ. وذكر حديث مالك بن أنس مع الرجل الذي سأله عن الاستواء: كيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علته الرّحضاء (العرق) ثم قال:"الاستواء غيرُ مجهولُ. والكيف غير معقول. والإِيمانُ به واجبٌ، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً، فأمر به أن يخرج". أهـ.