أورد سعد الدين التفتزاني في مؤلفه [العقائد النسفيّة ص 41] قول الخصم"واحتج المخالف بالنصوص الظاهرة"مثل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقوله: {يَدُ اللَّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} .
في الجهة والجسمية، والصورة والجوارح، وبأنّ كل موجودين فرضاً لابُدّ أن يكون أحدهما متصلاً بالآخر مُماسّاً له، أو منُفصلاً عنه مبايناً في الجهة، فيتحيّز فيكون جسماً أو جزء جسم مصوّراً متناهياً" (الجواب) "إِنّ ذلك وهم محض. وحكم على غير المحسوس بأحكام المحسوس، والأدلة القطعية قائمة على التنزيهات، فيجب أن يفوّض على النصوص - أي المار ذكرها ونحوها - إِلى اللَّه تعالى على ما هو دأبُ السلف إِيثاراً للطريق الأسلم، أو مؤَّلةَ تأويلات صحيحة على ما اختاره المتأخرون، دفعاً لمطاعن الجاهلين، وجذْباً بضبع القاصرين سلوكاً للسبيل الأحكم، ولا يشبهُه شيء"أهـ."
ذكر ابن تيمية في كتابه (درء تعارض العقل والنقل ص 278) "والآيات التي ذكر اللَّه فيها أنها متشابهات لا يعلم تأويلها إِلا اللَّه. إِننا ننفي عن غيره علم تأويلها لا علم تفسيرها ومعناها، كما أنه سئل مالك رضي اللَّه عنه قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} . كيف استوى؟ قال: الاستواء معلوم. والكيف مجهول. والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة"وكذلك ربيعة قبله. فبين مالك أن معنى الاستواء معلوم