القيام، والصيام، واعتزال النساء، أو كالذي نذر في عهد الرسول عيه الصلاة والسلام أن يصوم قائما في حر الشمس، ولا يقعدن ومثل ذلك الانقطاع للعبادة، والاكتفاء بصنف واحد من الطعام واللباس من غير علة، ونحوها الكثير، تشابه الطريقة الشرعية، ولم نؤمر بها، فتكون محدثة في الذين. قال الإمام الشاطبي: ومنها التزام الكيفيات، والهيئآت الخفية كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد )) .
(قلت) : إن أصل الاجتماع على الذكر مقرر في الشريعة، ومرغب فيه، بمثل قوله عليه الصلاة والسلام:
(( ما اجتمع قوم على ذكر، ثم افترقوا عنه إلا قيل لهم قوموا مغفورا لكم ) )
رواه الحسن بن سفيان عن سهل بن حنظلة بسند حسن. نعم كلام الإمام الشاطبي صحيح من حيث إيقاع الذكر على القواعد الفنية كالذكرين على الأنغام الموسيقية فيصدق عليه أنه بدعة، ومحدث في الدين، لأنهم يعهد مثله لا في الصحابة، ولا في أتباع التابعين فيجب النهي عن مثله، وعلى الأخص إذا كان في بيوت الله.
قال الشيخ العز بن عبد السلام شيخ الإسلام: أما بعد فإن البدع ثلاثة أضرب:
(أحدها) ما كان مباحا كالتوسع في المآكل والمشارب، والملابس، والمناكح، فلا بأس بشيء من ذلك.