فهرس الكتاب
الصفحة 179 من 332

(الضرب الثاني) ما كان حسنا وهو كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة، غير مخالف لشيء منها كصلاة التراويح وبناء الربط والخانات، والمدارس وغير ذلك من أنواع البر التي لم تعهد في العصر الأول، فإنه موافق لما جاءت به الشريعة من اصطناع المعروف، والمعاونة على البر والتقوى، وكذلك الاشتغال بالعربية فإنه مبتدع، ولكن لا يأتي تدبر القرآن إلا به، وفهم معانيه إلا بمعرفة ذلك، فكان ابتداعه موافقا لما امرنا به من تدبر آيات القرآن، وفهم معانيه، وكذلك تدوين الأحاديث، وتقسيمها إلى الحسن والصحيح، والموضوع والضعيف، مبتدع حسن لما فيه من حفظ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخله ما ليس فيه، وأن يخرج فيه ما هو منه، وكذلك تأسيس قواعد الفقه، وأصوله، وكل ذلك مبتدع حسن موافق لأصول الشرعة غير مخالف لشيء منها.

(الضرب الثالث) ما كان مخالفا للشرع، أو ملتزما لمخالفة الشرع، فمن ذلك صلاة الرغائب فإنها موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذب عليه )) . اهـ.

ذكر ذلك أبو الفرج بن الجوزي، وقال أبو بكر محمد الطرطوشي: إنها لم تحدث ببيت المقدس إلا بعد ثمانين وأربعمائة سنة من الهجرة، وهي مع ذلك مخالفة للشرع من وجوه، يختص العلماء ببعضها، وبعضها يعم العالم والجاهل، فأما ما يختص به العلماء فضربان.

(أحدهما) أن العالم إذا صلاها كان موهما للعامة أنها من السنن، فيكون كاذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان الحال، ولسان الحال يقوم مقام لسان المقال.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام