فهرس الكتاب
الصفحة 27 من 332

لأنه يقتضي جواز كونه محدثاً، ولأنه يتناقض، فثبت أن الباري لا يشبهه خلقه، ولا يشبه هو خلقه، قال اللَّه تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ومعناه ليس كهو شيئ )) اهـ

قال الإمام الشافعي في كتابه [الفقه الأكبر ص 15] "فصل""واعلموا أن كلام الباري سبحانه قديم أزليّ موجود بذاته، ليس بمخلوق ولا محدث، ومن قال: إِنه مخلوق فهو كافر لا محالة، وهو مكتوب في مصاحفنا، محفوظ في قلوبنا، مقروء بألسنتنا، متلوٌّ في محاربنا، مسموع بإسماعنا، ليس بكتابة، ولا حفظ ولا قراءة، ولا تلاوة، ولا سمع لأن ذلك محدث عن عدم، وكلام اللَّه قديم. كما أن الباري سبحانه مكتوب في كتبنا، معلوم في قلوبنا، مذكور بألسنتنا، وليس ذات الباري سبحانه كتابة، ولا ذكراً، والدليل على أن كلامه قديم قوله تعالى {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فأثبت أن المخلوق مقول له {كُنْ} فلو كان مخلوقاً لكان مقولاً له {كُنْ} وكان يؤدي إِلى أن يصل كل قول بآخر إِلى ما لا يتناهى، وذلك يوجب بطلان القول، فلما كان ذلك باطلاً، وجب كون قوله تعالى أزلياً غير مخلوق، ولا محدث، ولأن الحيّ الذي لا يصح عليه الكلام، لا يصح أن يعرى عن الآفات المانعة عن الكلام كواحد منا، والباري سبحانه حيّ يصح أن يكون متكلماً، والآفات المانعة من الكلام عليه محال، فثبت أنه لم يزل متكلماً وكلامه قديم"أهـ.

إذن فلا يليق بمن يدعو إِلى السلفيّة أن يقول:"وعلى التحقيق إِن اللَّه تعالى تكلّم القرآن بالحروف والصوت"لأنه لم يقل أحدٌ مثل هذا لا من السلف،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام