بيان من هم السلف ومن هم الخلف وهل هم متفقون في
الصفات أم مختلفون؟
لندع باديء ذي بدء الشيخ إبراهيم البيجوري بعطنا فكرة ما عن الخلف والسلف لعلنا بعد ذلك نستطيع الوقوف على حقيقتهم وذلك من أقوال العلماء شيئا فشيئا، ثم نستسك بما كاوا عليه، جاء في (جوهرة التوحيد) البيت التالي:
(( وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها
قال الشيخ البيجوري: قوله (وكل نص الخ ... ) المراد بالنص هنا ما قابل القياس، والاستنباط، والاجماع، وهو الدليل من الكتاب أو السنة، سواء كان صريحا، أو ظاهرا، وليس المراد بهن ما قابل الظاهر، وهو ما أفاد معنى لا يحتمل غيره. إذ لو كان هذا هو المارد لم يمكن تأويله. وقوله [أوهم التشبيها] أي أوقع في الفهم صحة القول به بحسب ظاهره، فبعد هذا التأويل فوض المراد من النص الموهم إليه تعالى، على طريق السلف وهم من كانوا قبل القرون الثلاثة الأولى [الصحابة والتابعون وأتباع التابعين] ثم قال البيجوري: كلمته التي لا يرضى بها السلفيون المعاصرون وهي: (( وطريقة الخلف أعلم وأحكم لما فيها من مزيد الايضاح والرد على الخصوم، وهي الأرجح ) ). اهـ.
(قلت) : إنه لا ينبغي للسلفية أن يفهموا أن معنى [الأرجحية] تفضيل مذهب الخلف على مذهب السلف، إنما الواجب أن يفهموا أن الأرجحية من حيث الرد على الخصوم المجسمة، والرافضة، والجهمية، والكرامية، والحشوية، والكلابية،