وغيرها من الفرق الضالة. هذا هو وجه أرجحيتها، أو بعبارة أخرى: لولا كثرة المبتدعين في عصورهم لما اتاروا جزما مذهب السلف؟ بدليل قوله (( أوله أو فوض ورم تنزيها ) )أي قدم التأويل، وقال: إنه أرجح لمقارعة المتكلم بالكلام، ثم قال البيجوري: (( وطريقة السلف أسلم لما فيها من السلامة من تعيين معنى قد يكو غير مراد له تعالى ) )اهـ. ومما لا شك فيه أن في ذلك خطرا عظيما. وقوله: (( ورم تنزيها ) )أي واقصد تنزيها له تعالى عما لا يليق به مع تفويض علم المراد. ثم قال: (( فظهر بما قررنا اتفاق السلف والخلف على التأويل الإجمالي، لأنهم يصرفون النص الموهم عن ظاهره المحال لله تعالى ) ). اهـ.
وبذا يتضح لنا جليا أن الصحابة الكرام قد صرفوا اللفظ الموهم للتجسيم إلى معنى آخر، وأولوا، وعليه يجتمع شمل السلف والخلف على سبيل واحد، وهو التنزيه عن التشبيه بدليل:
1 -أول ابن عباس رضي الله عنهما الكرسي [بالعلم] انظر تفسير الطبري (جـ 3 - ص 7) .
2 -وأول مجاهد
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .
[بعلم العلماء] انظر البخاري كتاب (التوحيد) شرح القسطلاني.
3 -وأول ابن عباس رضي الله عنهما.
{وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر: 22] .
[بأمره وقضائه] انظر تفسير النسفي.
4 -وأول ابن عباس رضي الله عنهما.
(( والسماء بيناها بأيد ) ).
[بقوة وقدرة] انظر (القرطبي) .