ذكر ابن أبي حمزة، في كتابه (بهجة النفوس ص 39) أثناء رده على المجسمة قوله: (( وأما ما زعموا من(الوجه) وتعلقوا في ذلك بغير ما آية، وغير مام حديث فليس فيه حجة أيضا، لأنه يحتمل [أي الوجه] في اللغة معاني عديدة، منها (الجارحة) ، ومنها (الذات) كقولهم: وجه الطريق يردون ذاته، ومنها (الحقيقة) كقولهم: وجه الأوجه عديدة في اللغة، فيأخذون بأحد المحتملات، ويجزمون به، ذلك باطل، لا خفاء فيه )). اهـ. ثم قال: (( وبعد بطلان ما ذهبوا إليه بما ذكرناه، يرد عليهم قوله عز وجل:
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] .
فإن حملوه على ظاهره، وهي الجارحة فيكون الوجه قد أحاط بجميع الجهات فلم يبق للذات محل، وهذا باطل بإجماع أهل النقل والعقل، وإن هم تأولوه لزم التأويل في الآخر، (وكذلك) يرده عليهم قوله عز وجل:
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .
فإن هم وقفوا أيضا ف هذا الآية مع ظاهرها فقط، سقط بحثهم مرة واحدة لأن الذات الجليلة بالإجماع لا تفنى، ولا تتجدد، وإن هم خرجوا عن الظاهر، وحادوا إلى التأويل لزمهم نقض ما ذهبوا إليه في الوجه الآخر، ولزمهم الرجوع إلى التأويل الحقيقي منه الذي يليق به عز وجل، وهو أنه يعود على الذات الجليلة، وقوله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] .
ينفي ما ذهبوا إليه )) .اهـ.
(القسطلاني وصفة الوجه لله تعالى)
جاء في البخاري في كتاب التوحيد[باب قوله تعالى:
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .