كتاب (المذاهب الإسلامية) : إن التشابه كبير بين (( معتزلة اليهود ) )و (( معتزلة الإسلام ) )فمعتزلة اليهود يفسرون التوراة على مقتضى منطق الفلاسفة، والمعتزلة يتأولون كل ما في القرآن من أوصاف على مقتضى منطق الفلاسفة أيضا )) . اهـ. وهذا المعنى هو الذي ذكره المقريزي في خططه.
بالرجوع إلى كتاب [مقالات الإسلامين] للأشعري نقف على عقيدتهم وهي (( إن الله واحد أحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ).
وليس بجسم ولا سبح ولا جثة وال صورة، ولا لحم ودم، ولا شخص، وال جوهر ولا عرض، ولا بذي لون، ولا طعم، ولا رائحة، ولا مجسة، ولا بذي حرارة ولا برودة، ولا رطوبة، ولا يبوسة، ولا طول ولا عرض، ولا عمق، وال اجتماع، ولا افتراق، وال يتحرك ولا يسكن، ولا يتبعض، ولا بذي أبعاض وأجزاء ولا جوارح وأعضاء، وليس بذي جهات، ولا بذي يمين ولا شمال، وأمام وخلف، وفوق وتحت، ولا يحيط به مكان، ولا يجري عليه زمان، ولا تجوز عليه المماسة ولا العزلة، ولا الحلول في الأمكنة، ولا يوصف بشيء من صفات الخلق الدالة على حدوثهم، ولا يوصف بأنه متناه، ولا يوصف بمساحة ولا ذهاب في الجهات، وليس بمحدود، ولا والد ولا مولود، ولا تحيط به الأقدار، وال تحجبه الأستار، ولا تدركه الحواس، ولا يقاس بالناس وال يشبه الخلق بوجه من الوجوه. ولا تجري عليه الآفات، ولا تحل به العاهات، وكل ما خطر بالبال وتصور بالوهم فغير مشبه له، لم يزل أولا سابقا متقدما للمحدثات، وموجودا قبل المخلوقات،. ولم يزل عالما قادرا حيا، ولا يزال كذلك، لا تراه العيون ولا تدركه الأبصار، ولا تحيط به الأوهام، ولا يسمع بالأسماع، شيء لا كالأشياء، عالم قادر حتى لا كالعلماء القادرين الأحياء، وأنه القديم وحده، ولا قديم غيره،