فهرس الكتاب
الصفحة 126 من 332

ولا إله سواه، ولا شريك له في ملكه، ولا وزير له في سلكانه، ولا معين له على إنشاء ما أنشا وخلق ما خلق، لم يخلق الخلق على مثال سبق، وليس خلق شيء بأهون عليه من خلق شيء آخر، ولا بأصعب عليه منه، ولا يجوز عليه اجترار المنافع، ولا تلحقه المضار، ولا يناله السرور واللذات، ولا يصل إليه الأذى والآلام، ليس بذي غاية فيتناهى، ولا يجوز عليه الفناء، ولا يلحقه العجز والنقص، تقدس عن ملامسة النساء، وعن اتخاذ الصاحبة والأبناء )) اهـ.

فهذه جملة قولهم في التوحيد، وبيان عقيدتهم، وقد شاركهم في هذه العقيدة الخوارج وطوائف من المرجئة وطوائف من الشيع.

فأنت ترى أنها لم تذكر رؤية الله تعالى في الدار الآخرة، بادعاء أن رؤية الله مستحيلة، فهي تقتضي الجسمية والجهة، والجسمية والجهة عندهم كفر، لذا لم يثبتوها، كما أن الصفات التي ذكروها ليست شيئا غير الذات، وهو قول أكثرهم، وحجتهم أنه لو كانت الصفات غير الذات لتعدد القدماء، وهو محال حسب عقيدتهم، لما كان القرآن كلام اله تعالى، والكلام صفة من صفات الله تعالى، قالوا بخلف القرآن لينفوا صفة القدم عن الكلام.

وبما أن المعتزلة أنكرت الصفات لله تعالى إلا أنها كما قال الأشعري. في [مقالات والإسلامين] لم تنكر [الوجه] وتأولت [اليد] بمعنى النعمة، وقوله (( تجري بأعيننا ) )أي بعلمنا، والجنب بمعنى الأمر كما في قوله تعالى:

{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56] . أي في أمر الله، وقالوا: نفس الباري هي (هو) ، وكذلك ذاته. (هي هو) وتأولوا (( الصمد ) )على وجهين: أحدهما: أنه السيد. والآخر، أنه المقصود إليه في الحوائج.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام