فهرس الكتاب
الصفحة 65 من 332

قال القسطلاني: [شارح البخاري] أي غلا إياه، فالوجه يعبر به عن الذات، وإنما جرى على عادة العرب في التعبير بالأشف عن الجملة )) . اهـ وقال: قال مجاهد في تفسير هالك.

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .

يعني علم العلماء إذا أريد به وجه الله )) اهـ.

(الإمام المناوي وصفة الوجه لله تعالى)

ذكر الإمام المناوي في (فيض القدير جـ 5 ص 128) عند شرح قوله عليه الصلاة والسلام:

(( أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلكانه القديم من الشيطان الرجيم ) ).

قوله: (( وبوجهه الكريم ) )أي ذاته. إذ الوجه يعبر به عن الذات بشهادة

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .

أي ذاته، وعن الجهة كما في

{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] .

أي جهته )) . اهـ.

(ملاحظة)

لعل القارئ الكريم قد أدرك أن كل بحث من المسائل الثلاثة [الاستواء، والجهة، والوجه] قد أخذ منك ومني جهدا كبيرا، وكان الاطناب في ابراز حقيقتها أمراً لازم البيان، ولو أني قدمت (للقارئ الكريم) جميع أبحاث مسائل الصفات الأخرى على نفس الأسلوب، وإقامة الحجج من أقوال العلماء الأعلام على إبطالها، كمسألة العين، والكلام، والكتابة، والغرس، والنزول والصعود والضحك والغضب الخ ... لكنا بحاجة إلى مجلدات ضخمة، وسنوات عديدة، لبحثها وابرازها للوجود كالمسائل الثلاث التي اطلعت عليها. لذا سأكتفي بذكر بعض الأحاديث التي استدلوا بها على بعض الصفات الإلهية، التي تفيد التجسيم، وإليك طرفا منها مع دحضها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام