فهرس الكتاب
الصفحة 137 من 332

لا يأمن الوقوع في الشبهة، والورطة إذا لم يكن راسخا في العلم، ويجب أن يعتقد في صفات القاري ما ذكرناه، وأنه لا يحويه مكان، ولا يجري عليه زمان، منزه عن الحدود، والنهايات، مستغن عن المكان والجهات.

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] .

ويخلص عن هذه المهالك، ولهذا زجر مالك السائل حين سأله عن هذه الآية فقال: الاستواء مذكور، وكيفيته مجهولة، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ثم قال: فإن عدت إلى مسألتك أمرت بضرب رقبتك، أعاذنا الله تعالى، وإياكم من التشبيه )) . اهـ.

هذا هو الإمام السلفي الجليل الإمام الشافعي رضي الله عنه المولود (150 - 204) من الهجرة النبوية، يستعيذ بالله من التشبيه، وينقل لنا رواية شيخه مالك في الاستواء قوله: (( الاستواء مذكور .. الخ ... ) )ولعل من ينقل غير ذلك عنه يكون محرقا لقوله هذا: (( الاستواء معلوم ) )فهناك فارق كبير بين الاستواء مذكور أي في القرآن الكريم، وهذا لا شيء فيه، وبين الاستواء معلوم، أي في اللغة العربية: وهو الاستواء والعلو الخ .... ثم ما هو موقف المشبهين أمام الله تعالى عما ينسبون من أقوالهم، فإذا كانوا سلفيين، ويريدون الاقتداء بالسلف حقا، فهؤلاء الأئمة الأربعة هم من خيرة السلف بعد الصحابة الكرام، ولكن يا ليت يسلم هؤلاء الأئمة أعمدة الدين من فحش القول فيهم من الداعين للسلفية وقد سمعت كلاما من أحدهم على أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما يخجل المرء الفاسق من ذكره فضلا ممن يدعي الفضل والكمال.

{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم: 42] .

3 -قيامه تعالى بنفسه:

ومعنى هذا عند أهل السنة والجماعة، أن المراد بالقيام هنا (الغنى عن غيره) والمراد بالنفس (الذات) فمعنى قيامه تعالى ينفسه سلب افتقاره تعالى إلى محل، أي ذات سوى ذاته يوجد فيها، كما توجد الصفة في الموصوف الأن ذلك لا يكون

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام