فهرس الكتاب
الصفحة 180 من 332

(الثاني) أن العالم إذا فعلها كان متسببا إلى أن تكذب العامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولوا، هذه سنة من السنن، والتسبب إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز.

وأما ما يعم العالم والجاهل فمن وجوه:

(أحدها) أن فعل البدع مما يغري المبتدعين الواضعين بوضعها وافترائها،

والإغراء بالباطل والإعانة عليه ممنوع في الشرع، والنهي عن البدع والموضوعات زاجر عن وضعها وابتداعها، والزجر عن المنكرات من مقاصد ما جاءت به الشريعة الإسلامية.

(الثاني) أنها-صلاة الرغائب-مخالفة لسنة السكون في الصلاة من جهة أن فيها تعديد سورة الاخلاص اثنتي عرشة مرة، وتعديد سورة القدر، ولا يتأتي عدد في الغالب إلا بتحريك بعض أعضائه فيخالف السنة في تسكين أعضائه، كما أن سجدتيها مكروهتان، بدليل أن الشريعة لمن ترد بالقرب إلى الله تعالى بسجدة منفردة لا سبب لها، فإن القرب لها أسباب، وشرائط وأوقات، وأركان لا تصح بدونها، ومما يدل على ابتداع هذه الصلاة: أن العلماء الذين هم أعلام الدين، وأئمة المسلمين من الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين، وغيرهم ممن دون الكتب في الشريعة مع شدة حرصهم على تعليم الناس الفرائض والسنن لم ينقل عن أحدهم ذكر هذه الصلاة، ولا دونها في كتاب، ولا تعرض لها في مجالسة. والعادة تحيل أن تكون مثل هذه سنة، وتغيب عن هؤلاء الذين هم أعلام الدين، وقدوة المؤمنين، وهم الذين إليهم الرجوع في جميع الأحكام من الفرائض والسنن والحلال والحرام، ولما صح عند السلطان الملك الكامل رحمه الله أنها من البدع المفتراة على رسول الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام