كلام مجيب الزيدي.
أجاب الشيخ عبد اللَّه بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب بقوله: أن يقال: قد ذكرنا أن تفسير الصفات، الذي نفيناه في كلامنا، وذكرنا نفيه عن السلف. هو تأويل آيات الصفات، وأحاديثها بتأويلات الجهميّة والمعتزلة الذين يفسرون [الاستواء: بالاستيلاء] (والفوقيه: بالقهر) ، (واليد: بالنعمة) ، وما أشبه ذلك. ويفسرونها بتفسير المشبهة الذين يقولون: استوى كاستواء المخلوق على سريره. ويفسرون اليد، بالجارحة، كجارحة المخلوق. فكل هذا من التفسير المرود المبتدع المحدث في الدين، ولم ينقل أحد من السلف باسناد صحيح ولا ضعيف حتى المخالفين لهم في ذلك يُقرّون بأن مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها إِمرارها كما جاءت من غير تعرض لتفسير، أو تأويل مع نفي التشبيه عنها، ويقولون: هذا أسلم، وأما مذهب الخلف فهو تأويلها، وتفسيرها بما يليق باللَّه سبحانه، فحصل الاتفاق من الموافق والمخالف على أن مذهب السلف ما ذكرنا ولله الحمد والمنة.
ثم أخذ الشيخ عبد اللَّه بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يعرض آيات الصفات التي تدل على الفوقية بقوله:"وأما وصف الرب (بالفوقية) فقد صرحت الآياتُ الكريمات بذلك، وكذلك الأحاديث الثابتة المتواترة، وأجمعت عليه الأمم عربُهم وعجمهم - أي على الفوقية - لأن اللَّه فطرهم على ذلك - أي أن اللَّه تبارك وتعالى"