فهرس الكتاب
الصفحة 41 من 332

في السماء"إِلا من شذّ واجتالته الشياطين عن فطرته التي فطره اللَّه عليها، وهذا كتاب اللَّه تعالى وسنة رسوله صلى اللَّه عليه وسلم وعامة كلام الصحابة والتابعين، ثم عامة كلام سائر الأمة مملوءٌ بما هو إِما نص وإِما ظاهر في أن اللَّه هو العلي الأعلى وأنه فوق كل شيء، وأنه على كل شيء، وأنه فوق العرش، وأنه فوق السماء، مثل قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ."

في ستة مواضع إِلى أمثال ذلك مما لا يحصى إِلا بكلفة، يا سبحان اللَّه كيف لم يقل الرسول صلى اللَّه عليه وسلم يوماً من الدهر، ولا أحد من سلف الأمة. هذه الأحاديث والآيات، لا تعتقدوا ما دلت عليه، لكن اعتقدوا الذي تقتضي مقاييسكم فإِنه الحقّ ...""

وقوله: أي قول مجيب الزيدي:"وأثبتّ لله صفةً وهي الفوقيةَ المستلزمةُ للتجسيم".

قال:"كذب ظاهر، لآن إثبات الفوقية لا يلزم منه ذلك - أي التجسيم - عند من قال به، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم من خلقه بما يجوز عليه ويُمتنع عليه، ولكن هذا شأن أهل البدع والضلال يردُّون ما جاء به الرسول صلى اللَّه عليه وسلم من عند اللَّه بهذه الأمور القبيحة". أهـ.

وبذا يتبين لك أن الشيخ عبد اللَّه بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد خالف العقيدة السلفية بإِثباته الفوقية لله تعالى بعرضه للآيات التي يدل ظاهرها عليها، وبقوله:"إِن إثبات الفوقية لا يلزم منه التجسيم"المفهوم من العبارة. التي أدلى بها حسب زعمه.

وجاء في كتاب (العقائد السلفية) لمؤلفه أحمد بن حجر بن علي (ص 117) ما يثبت الفوقية لله تعالى، مستدلاً بأقوال بعض الصحابة، وبعض التابعين، وها أنا أورد لك بعض الأدلة التي اعتمد عليها في كتابه المذكور منها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام