وتمسى المعتزلة والقدرية (أهل السنة والجماعة) وهي الفرقة الناجية [مجبرة] لأننا نعتقد أن جميع المخلوقات بمشيئة الله وقدرته وإرادته وخلقه، وتسمينا (المرجئة) [الشكاكية] لأننا نستثني في الإيمان بقولنا: أنا مؤمن إن شاء الله )) ، وتسمينا الرافضة [ناصبة] لأننا نختار الإمام وننصبه بالقعد، وتسمينا الجهمية والبخارية والضرارية والكلابية [مشبهة] لأننا نثبت صفات الباري من العلم والقدرة والحياة والكلام، وغير ذلك من الصفات، وتسمينا الباطنية [حشوية] لقولنا بالأخبار، وتعلقنا بالآثار، وما اسمنا على التحقيق رغم حقه الحاقدين، وضلال المضلين، والمشبهة المجسمين إلا الفرقة الناجية، والفائزة بدار النعيم،
لأننا ولله الحمد معلنون شعائر الدين، ومتبعين سنة سيد المرسلين من بعثه الله رحمة للعالمين. ومتمسكين بسنن الخلفاء الراشدين امتثالا لقوله لعيه الصلاة والسلام في بعض مواعظه:
(( أوصيكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) )وقال عليه الصلاة والسلام: (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل من اتبعه لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ) ). رواه الإمام أحمد ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أسأل الله العلي القدير أن يوفقني والأخوة السلفين إلى دعوة الناس إلى الهدى الذي كان عليه أهل السنة والجماعة يوم أن كانوا متمسكين بتعاليم الدين قولا وفعلا، وحينئذ سنعود إلى عز سابق أمتنا المجيدة. أما الدعوة باسم السلفية القائمة على السلفية في بلادنا الشامية أن إلقاء السلام على أهل السنة والجماعة حرام، ومجالستهم شرك ومخالطتهم مكروهة، والذريعة في ذلك أننا مبتدعون، وعن نهج السنة ضالون، وإني لعلى يقين أن كل من يقرأ كتابي هذا، ويكون منصفا سيعلم من هم أهل البدع والضلال أهم (أهل السنة والجماعة) ؟ أم هم الداعين للسلفية في البلاد الشامية؟ كيف يستجيب ذو عقل مسلم إلى سلفي يقول: إن زيارة محمد صلى الله عليه وسلم شرك، والسفر إلى قبره صلى الله عليه وسلم معصية لا يجوز