[قلت] ويمكن التعرف عليهم وملازمتهم لها، هم المقيمون للصلاة، المؤتون الزكاة، الصائمون، والمؤدون فريضة الحج ممن استطاع منهم لذلك سبيلا، المتمسكون بالآداب والأخلاق الإسلامية، وإنك لتراهم قلة، وما عداهم فقد حاربوا الإسلام، وفارقوا جماعته، وإنك لترى الكثير من الفرق الأخرى قد تركت جميع الواجبات الشرية، إلا ما ندر نها تسترا ورياء لا بدافع ديني، فالصلاة والصوم عندها عبث بادعاء أن الله ليس بحاجة إليها ويزين لهم الشيطان أعمالهم الشريرة الدنيئة الحقيرة، أما الزكاة فيقولون: أصبح الناس كلهم أغنياء، ولا حاجة لإخراجها فقد انتفت العلة التي ربط اخراج الزكاة بها.
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30]
يقال أيضا: لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في زمن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا. وإنما كان ذلك التفرق بعد تقادم الأعوام وموت الصحابة والتابعين وتابع التابعين، وهم أهل القرون الثلاثة الأولى، ويعبر عنهم بالسلف. ثم قبض العلم بموتهم رحمة الله عليهم، إلا ما أذاعه الله تعالى فينا من علم أئمة أهل السنة والجماعة الذي لازلنا حتى اليوم نستسقي منها وهم [الإمام أبي حنيفة ومالك والشافي وأحمد] رضي الله عنهم أجمعين. الذين حفظ الله بهم أصول الدين: توحيدا وفقها وأخلاقا. وكل من سار على نهجهم عرف بأهل السنة والجماعة إلا من شذ من أتباع الإمام أحمد، فابتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله، كما أحدثوا شغبا وفتنا في البلاد لا فساد العباد.
ويمكن عد الفرق الإسلامية على النحو التالي: (أهل السنة والجماعة) وهم أتباع المذاهب الأربعة، والسواد الأعظم [طائفة واحدة] وهي الناجية- إن شاء الله تعالى-. (والخوارج) خمس عشرة فرقة، (والمعتزلة) ست فرق، (المرجئة) اثنا عشرة فرقة، (والشيعة) اثنتان وثلاثون فرقة، (والمشبهة) ثلاث فرق، (والجهمية) ، (والبخارية) ، (( والضرارية ) )، (والكلابية) كل واحدة فرقة واحدة، فجميع ذلك (ثلاث وسبعون فرقة) على ما أخبر به صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق.