روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين(فرقة) كلها في النار، وافترقت (النصارى) على عيسى بن مريم باثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفتق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة لكها في النار إلا واحدة. قالوا: وما تلك يا رسول الله؟ قال: الإسلام وجماعتهم، من كان على مثل ما أنا وأنتم عليه )).
وفي قوله عليه الصلاة والسلام: (( وتفرقت أمتي ) )قال المناوي: في فيض القدير (جـ 2 - ص 20) في الأصول الدينية لا الفروع الفقهية إذ الأولى هي المخصوصة بالذم، وأراد بالأمة من تجمعهم دائرة الدعوة من أهل القبلة. اهـ
وقال: (( واعلم أن جميع المذاهب التي فارفت الجماعة إذا اعتبرتها وتأملتها لم تجد لها أصلا، فلذلك سموا فرقا لأنهم فارقوا الإجماع، وهذه من معجزاته-صلى الله عليه وسلم-لأنه إخبار عن غيب وقع، وهذه الفرق وإن تباينت مذاهبهم متفقون على إثبات الصانع، وأنه الكامل المطلق الغني عن كل شيء ولا يستغني عنه شيء ) ). اهـ.
ثم قال: (( فإن قيل ) ): ما وثوقك بأن تلك الفرقة الناجية هي (أهل السنة والجماعة) مع أن كل واحد من الفرق يزعم أنه [هي] دون غيره؟ )) أجاب بقوله: (( قلنا ليس ذلك بالادعاء، والتشبث باستعمال الوهم القاصر، والقول الزاعم، بل بالنقل عن جهابذة هذه الصنعة، وأئمة أهل الحديث الذين جمعوا صحاح الأحاديث في أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأحواله وأفعاله، وحركاته وسكناته، وأحوال الصحب والتابعين، كالشيخين وغيرهما من الثقات المشاهير. الذين اتفق أهل المشرق والمغرب على صحة ما في كتبهم وتكفوا باستنباط معانيها، وكشف مشكلاتها كالخطابي، والبغوي، واقتفي أثرهم، واهتدى بسيرتهم في الأصول والفروع، فيحكم بأنهم هم، وفيه كثرة أهل الضلال، وقلة أهل الكمال، والحث على الاعتصام بالكتاب والسنة، ولزوم ما عليه الجماعة ) ). اهـ