فهرس الكتاب
الصفحة 158 من 332

المشهود لهم بالخير والبر، والتقوى والفهم السليم لدين الله عز وجل كأحمد وأمثاله من أئمة السنة الأعلام )) .

ب= (الخلفيون) : وهم الذين درسوا المنطق اليوناني، وتأثروا به، فقالوا: إن الإيمان بظاهر القرآن والحديث في مسائل العقيدة كالصفات يستلزم منه تشبيه الله بخلقه! ولذلك أعملوا التأويل، والتحريف في آيات الصفات، حتى تناسب كمال الله في ظنهم، وانقسم هؤلاء فيما بينهم في مقدار هذا التأويل، والتحريف، فمن مقل ومن مكثر، وزعموا أن طريقهم في هذا التأويل وأحكم من طريقة الصحابة وإن طريقة الصحابة سليمة، ولكنها غير علمية ولا حكيمة! ... ))

ويقال عليه:

[أولا] إن الأمة السلامية جميعها حتى آخر القرن الثالث. آخر خيرية القرون لم يكن فيها داع واحد إلى السلفية لأن الجميع كانوا سلفيين، ثم ظهر في القرن الرابع قوم من الحنابلة كما ذكر أبو زهره في كتابه (المذاهب الإسلامية) . أطلقوا على أنفسهم اسم السلفيين، ودعوا الناس إلى الأخذ بظاهر الصفات الإلهية فأدى بهم الأمر إلى التصريح بالتجسيم كما وقع للحشوية الحنبلة ببغداد، وأقعوا فتنة كبيرة بسبب دعوة الناس إلى الاعتقاد بأن الله سيجلس محمدا صلى الله عليه وسلم معه على العرش يوم القيامة، وذلك هو المقام المحمود، وكان الأمر بينهم وبين المالكية والشافعية والحنفية ما بين أخذ ورد حتى تغلبوا عليهم بمساعدة السلطان، وأخمدت نار الفتنة، ورى كتب التاريخ كابن الأثير ونحوه قد ذكروا تلك الفتن بإسهاب، واعجاب مما يندى له الجبين، وقد استرسل ابن الجوزي في ذكر مساوئهم أو ظهار مفاسدهم في كتاب (( دفع التشبيه ) )وقد أخنعت الدعوة عنقها حتى القرن السابع فتطاولت به على يد ابن تيمية، وهو عني عن التعريف إذ يكفيه التصريح بالجهة والجسمية، وخالف بذلك جميع المسلمين، وتعلمون ما لاقى من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام