إذن فكل ما في هذه الكتب التي نوه بها الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن محمد بن عبد الوهاب في مجموعة التوحيد، كل ما فيها من الأحاديث المجسمة لله تعالى ليست صحيحة، ولا حسنة، بل إما ضعيفة، وإما موضوعة، وإما منكرة، وقد تحققت ولله الحمد من نفسك بما فيها بعد أن أشرت إلى البعض منها. وبقي عليك أن تعلم وهو المهم أن هذه الكتب كلها كان يقول بها ابن تيمية، ويدعو الناس إليها، مع أنه يعلم ضعفها، ووضعها، ولكن ما هي العلة التي كانت تدعوه للإيمان بها؟ غير معروفة حثى الآن، وإليك ما قاله في كتابه [التأسيس ف رد أساس التقديس] الموجود طي المجلدات (24 و 25 و 26 من الكوكب الدري) (( إن العرش في اللغة: السرير، وذلك بالنسبة إلى ما فوقه كالسقف بالنسبة إلى ما تحته، فإذا كان القرآن جعل لله عرشا وليس هو بالنسبة إليه كالسقف، علم أنه بالنسبة إليه كالسرير بالنسبة إلى غيره، وذلك يقتضي أنه فوق العرش ) ). اهـ.
(قلت) : إذن ليهنأ اتباعه بشيخ اسلامهم هذا، وليشهد الله أننا من أمثال هذا القول مبرؤون، أي مسلم على وجه الأرض يدين بهذه العقيدة أن العرش مقعد للرحمن؟ كدت لا أصدق هذا أبدا لولا أن قوله هذا بقوله: (( قلتم ليس هو بجسم، ولا جوهر، ولا متحيز، ولا جهة له، ولا يشار إليه بحس، ولا يتمييز منه شيء من شيء، عبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم، ولا مركب، وأنه لا حد له، ولا غاية، تريدون بذلك أن يمتنع أن يكون له حد، وقدر، أو يكون له قدر لا يتناهى، فكيف ساغ لكم، هذا النفي بلا كتاب ولا سنة ) )اهـ،
(ويجاب عليه) : إنه لم يرد في الكتاب، ولا في السنة أن الله جوهر، أو أنه غرض، أو أن له حدا، أو أنه مركب، فكيف نقول بخلافهما ونثبت الجسمية والقعود لله تعالى؟.
ولعلة ما صرح ابن تيمية بأن لله جهة كما في منهاجه (1 - 264) (( بأنه تعالى في الجهة على التقديرين ) ). اهـ