فهرس الكتاب
الصفحة 97 من 332

ومعان أخرى مجازية مشهورة، يعرفها العرب من غير تأويل. وقال رضي الله عنه (( التقديس ) )معناه أنه إذا سمع اليد، والأصابع كما في قوله عليه الصلاة والسلام:

(( إن الله خمر آدم بيده، وإن قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ).

فينبغي أن يعلم أن هذه الألفاظ تطلق على معنيين (أحدهما) وهو الوضع الأصلي، وهو عضو مركب من لحم وعظم وعصب، واللحم والعظم والعسب جسم مخصوص، وصفات مخصوصة، وأعني بالجسم عبارة عن مقدار له طول وعرض، وعمق يمنع غيره من أن يوجد بحيث هو إلا يتنحى عن ذلك المكان، وقد يستعار هذا اللفظ أعني اليد لمعنى آخر ليس هذا المعنى بجسم أصلا كما يقال: البلدة في يد الأمير فإن ذلك مفهوم وإن كان الأمير مقطوع اليد مثلا، فعلى العامي وغير العامي أن يتحقق قطعا ويقينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد بذلك جسما مركبا من لحم ودم وعظم، وأن ذلك في حق الله محال، وهو عنه مقدس، فإن خطر بباله أن الله جسم مركب من أعضاء فهو عابد صنم، فإن كل جسم مخلوق، وعبادة المخلوق كفر، وعبادة الصنم كانت كفرا لأنه مخلوق )) . اهـ.

وبذا نصل إلى درجة اليقين أن السلف الصالح الذين يفهمون معاني اللغة العربية، وحقيقتها ومجازاتها كما في قوله تعالى:

(( فالت أودية بقدرها ) ) (( وأسئل القرية التي كنا فيها ) )

الخ ... ما في القرآن الكريم من مجازات-من المحال أن يفهموها على اطلاقها اللفظي، وقد قدمت لك بعض تأويلاتهم، وهل فهم الصحابة الكرام أن الله أخذ بكفه حصى من الصحراء في بدر ورمى بها وجوه الكفار كما في قوله تعالى:

(( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ).

أم فهموا أن الرامي ه والنبي صلى الله عليه وسلم والتي أو صلتها إلى أعينهم قدرة الله تعالى؟ حاشا وكلا أن يفهموا المعنى الأول، وهم أئمة الدين، والعلم الذين اختارهم الله لحمل رسالته أن يطلقوا تلك الألفاظ على الله تعالى، بل لا بد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام