فهرس الكتاب
الصفحة 11 من 332

قلتّ) وهذا هو الكلام الحق يا شيخ (م. ن. ت) للحديث"كان اللَّه ولا شيء معه"وللآية: {فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ} وهذا هو الذي أراد الإِمام إِثباته. أنّه تعالى ليس له جهة تحدُّه، ولم يجر عليه زمان يعدُّه. كان ولم يزل كما كان قبل خلق المكان والزمان. وهذا ما عليه إِجماع الأمة. (وأما عن صفة كلام اللَّه تعالى) فقد أخذ الشيخ (م. ن. ت) الجزء الثاني من فتاوى ابن تيمية وقلب على (ص 584) وقرأ قول ابن تيمية"وقد نص أئمة الإسلام أحمد ومن قبله من الأئمة. واللَّه تكلم بالقرآن بحروفه، ومعانيه بصوت نفسه، ونادى موسى بصوت نفسه كما ثبت بالكتاب والسنة، وإِجماع السلف، وصوت العبد ليس هو صوت الربّ ولا مثل صوته، فإِن اللَّه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. وقد نصّ أئمة الإسلام أحمد ومن قبله من الأئمة على ما نطق به الكتاب والسنة بأن اللَّه ينادي بصوت، وإِنّ القرآن كلامه تكلّم به بحرف، وصوت ليس منه شيء كلاماً لغيره لا جبريل ولا غيره"أهـ.

(قلتُ) ألم تر يا شيخ (م. ن. ت) أن ابن تيمية أسند القول للإمام أحمد وغيره من الأئمة بأن اللَّه تكلم القرآن بحرف وصوت على خلاف ما قاله الإِمام أحمد قبل قليل في كتابه (شذرات البلاتين. ص 30) قال:"تكلّم اللَّه كيف شاءَ من أنْ تقولَ بحرفِ ولا فمٍ ولا لسانٍ ولا شفتين"أهـ.

أبأيّ القولين تأخذ يا شيخ (م. ن. ت) ؟ قال الرجل: بقول ابن تيمية:"إِنّ اللَّه تكلّم القرآن بالحرف والصوت، وأدين اللَّه به" (قلتُ) له: وما قولك أيضاً في الفوقية؟ قال: أكتب كلامي هذا."إِن اللَّه تعالى فوق عباده فوقيّة مطلقة. أي فوق الجهات، وفوق كل المخلوقات"أهـ.

قلتُ) يا شيخ (م. ن. ت) قد أثبت بكلامك هذا جهة الفوقية لله تعالى، ولم يقل بها إِلا ابن تيمية، والحشوية الحنبلية. قال الرجل:"وهو الحق" (قلتُ) لِمَ لا تكون فوقية. قهر وتصرف كما يدين بها أهل السنة والجماعة؟ قال:"ذلك تحريف للكلام عن مواضعه"أهـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام