فهرس الكتاب
الصفحة 248 من 332

8 -وقال القسطلاني: في (المواهب اللدنية جـ 8 ص 297) (( اعلم أن زيارة قبر الشريف من أعظم القريات، وأرجى الطاعات، والسبيل إلى أعلى الدرجات، ومن اعتقد غيرها فقد(انخلع من ربقة الإسلام) وخالف الله ورسوله، وجماعة العلماء الأعلام، وقد أطلق بعض المالكية، وهو أبو عمران الفاسي، كما ذكره في (المدخل عن تهذيب الطالب لعبد الحق) أنها (واجبة) ، وقال القاضي عياض: في (الشفاء) إنها سنة من سنن المسلمين (مجمع عليها) وفضيلة مرغوب فيها ... وقال القسطلاني: (( وقد أجمع المسلمون على استحباب زيارة القبور، كما حكاه النووي:(وأوجبها الظاهرية) فزيارته صلى الله عليه وسلم مطلوبة بالعموم )). وقال الزرقاني: (( وقد كانت زيارته صلى الله عليه وسلم مشهورة في زمن الصحابة معروفة بينهم لما صالح عمر بن الخطاب أهل بيت المقدس، جاء كعب الأحبار، فأسلم ففرح به، وقال: (( هل لك أن تسير معي إلى المدينة، ونزور قبره صلى الله عليه وسلم، وتتمتع بزيارته؟ قال نعم: ) )قال القسطلاني: ولهذا قال بعض العلماء: لا فرق في زيارته صلى الله عليه وسلم بين النساء والرجال، وإن كان محله الاجماع على استحباب زيارة القبور للرجال، وفي النساء خلاف (في مذهب الشافعي الكراهة) قال ابن حبيب: من المالكية (( ولا تدع زيارة قبره صلى الله عليه وسلم، والصلاة في مسجده، فإن فيه من الرغبة من لاغني بك ولا بأحد عنه ) ).

وقال القسطلاني: وقد صح أن عمر بن عبد العزيز كان يبرد البريد من الشام للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم )) [فهل كان أمير المؤمنين: عمر بن عبد العزيز مبتدعا في ذلك؟] سبحانك هذا بهتان عظيم!!!

وقال الزرقاني: زاد في (الشفاء) : (( وعن يزيد بن أبي سعيد قدمت على عمر ابن عبد العزيز، فلما ودعته قال لي: إليك حاجة إذا أتيت المدينة ترى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام ) ).

قال القسطلاني: وللشيخ تقي الدين بن تيمية هنا كلام شنيع عجيب، يتضمن منع شد الرحال للزيارة النبوية، وأنه ليس من القرب بل بضد ذلك، ورد عليه الشيخ تقي الدين السبكي في (شفاء السقام فشفى صدور المؤمنين ) ) ). اهـ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام