وجاء في (الدرر السنية في الأجوبة النجدية جـ 1 ص 259) وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله في رده على العراقي: (( ويدل على بطلان دعوى من ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره كحياته كما كان على وجه الأرض، ما رواه أبو داود:
(( ما من مسلم يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام ) ).
فهذا يدل على أن روحه الشريفة ليست في بدنه، وإنما هي في أعلى عليين، ولها اتصال بالجسد، والله أعلم بحقيقته، لا يدركه الحس ولا العقل، وليس ذاك خاصا به صلى الله عليه وسلم لحديث تقدم عنه عليه الصلاة والسلام:
(( ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه، حتى يرد عليه السلام ) ). وفي صحيح مسلم، عنه صلى الله عليه وسلم: (( أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في رياض الجنة حيث شاتء، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش ) )الحديث ...
وقد أخبر الله سبحانه أنهم في البرزخ (( أحياء عند ربهم يرزقون ) ).
ولما قال عليه الصلاة والسلام:
(( أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليّ، قالوا: كيف تعرض عليك، وقد أرمت - يعني بليت - قال: (( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) )ولم يقل لهم: أنا حي في قبري كحياتي الآن صلوات الله وسلامه عليه )) .
وجاء في كتاب (الدرر السنية المجلد الأول ص 261) وسئل الشيخ اسحق ابن عبد الرحمن بن حسن أيضا رحمهم الله: عما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى موسى، وهو يصلي في قبره، ورآه يطوف بالبيت، ورآه في السماء، وكذلك الأنبياء، فأجاب: (( هذه الأحاديث وأشباهها تمر كما جاءت، ويؤمن بها، إذ لا مجال للعقل في ذلك، ومن فتح على نفسه هذا الباب فهو في جملة من هلك ) ). اهـ