فهرس الكتاب
الصفحة 252 من 332

(قلت) : فأنت ترى أن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين، قد ساوى في الحياة البرزخية بين الأنبياء، وعامة الناس بقوله: (( وليس ذاك خاصا به صلى الله عليه وسلم الخ ... ) ).

(يجاب عن هذا) بنبي الله دانيال الذي اكتشف قبره في زمن عمر رضي الله عنه ولم يتغير منه شيء، فهل كان جميع الأموات كذلك؟

فهناك فارق كبير ما بين الحياتين.

ذكر ابن اسحق عن أبي العالية قال: لما فتحتنا [تستر] وجدنا في بيت الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف، فحملنا المصحف إلى عمر، فدعا كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأته مثل ما أقرأ القرآن )) .

وفي (الإغاثة) أن خالد بن دينار الراوي عن أبي العالية سأله ما كان فيه؟ قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد، قلت: فما صنعتم بالرجل؟ قال حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان الليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه عن الناس أن لا ينبشوه، قلت: وما يرجون منه؟ قال: كانت السماء إذا حبست عنهم أبرزوا السرير فيمطرون، قلت: من كنتم تظنون الرجل؟ قال: (دانيال) ، قلت: منذ كم مات؟ قال: من ثلاثمائة سنة، قلت: ما تغير منه شيء؟ قال: لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع )) . اهـ.

وقد روى هذه القصة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسائله أكثير من مرة، ووردت في كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية على لسان السلفية، في معرض الاستشهاد، على أن الصحابة الكرام، المهاجرين والأنصار كانوا حريصين على عدم فتنة الناس بنبي الله دانيال، وأنهم عموا قبره على الناس بروح الإيمان الذي في صدورهم وكمال اليقين بخبر نبيهم إذ قال عليه الصلاة والسلام:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام