فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 332

(الإمام الرازي، وصفة الوجه لله تعالى)

قال الإمام الرازي: في تفسيره (ج 8 ص 17) عند قوله تعالى:

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] .

وفيه مسائل (المسألة الأولى) الوجه يطلق على الذات، والمجسم يحمل الوجه على العضو، وهو خلاف العقل والنقل، أعني القرآن، لأن قوله تعالى:

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .

يدل أنه لا يبقى إلا وجه الله تعالى، فعلى القول الحق لا إشكال فيه، لأن المعنى غير حقيقة الله تعالى، أو غير ذات الله شيء، وهو كذلك، وعلى قول المجسم يلزم أن لا تبقى يده التي أثبتها )) . اهـ.

وقد ذكر نحو هذا في كتابه (أساس التقديس ص 144) قال الإمام الرازي: (الثاني) أن قوله:

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] .

ظاهره يقتضي وصف الوجه بالجلال والإكرام، وملوم أن الموصوف بذلك هو الله تعالى، وذلك يقتضي أن يكون الوجه كناية عن الذات (الثالث) قوله تعالى:

{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] .

فإنا ندرك بالحس أن العضو المسمى بالوجه غير موجود في جميع جوانب العالم، وأيضا لو حصل في جميع جوانب العالم لزم حصول الجسم الواحد دفعة

ثم قال: أما قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27] .

…فالمراد منه الذات، والمقصود من ذكره التأكيد، والمبالغة، فإنه يقال، وجه الأمر كذا وكذا، والمراد نفس ذلك الشيء، أما قوله:

{فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] و {نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} [الإنسان: 9] و {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} [الليل: 20] فالمراد من الكل رضا الله تعالى )) . اهـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام