الظواهر كالمجيء، والصورة، والشخص، والرجل، والقدم، واليد، والوجه، والغضب، والرحمة والاستواء على العرش، والكون في السماء، وغير ذلك عما يفهمه ظاهر ها لما يلزن عليه من محالات قطعية البطلان تستلزم أشياء يحكم بكفرها بالإجماع فاضطر جميع الخلف والسلف إلى صرف اللفظ عن ظاهره )) .اهـ.
ثم أورد اختلافهم مورد الاتفاق بقوله (( وإنما اختلفوا هل نصرفه عن ظاهره معتقدين اتصافه سبحانه وتعالى بما يليق بجلاله وعظمته من غير أ تؤوله بشيء آخر؟ وهو مذهب أكثر السلف، وأما الخلف فيؤولون ولم يريدوا بذلك مخالفة السلف الصالح، معاذ الله أن يظن بهم ذلك، وإنما دعت الضرورة في أزمنتهم لكثرة المجسمة والجهمية، وغيرهما من فلق الضلال، واستيلاؤهم على عقول العامة، فقصدوا بذلك ردعهم، وبطلان قولهم، ومن ثم اعتذر كثير منهم، وقالوا: لو كنا على ما كان عليه السلف الصالح من صفاء العقيدة، وعدم المبطلين في زمنهم لم نخض في تأويل شيء من ذلك ) ). اهـ.
وقال النووي رضي الله عنه: (( وقد علمت أن مالكا والأوزاعي، وهما من كبار السلف أولا الحديث تأويلا تفصيليا، وكذلك سفيان الثوري أول الاستواء على العرش (( بقصده وأمره ) )ونظيره.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] .
أي: فصد إليه أمره، ومنهم الإمام جعفر الصادق. بل قال جمع منهم ومن الخلف: (( إن معتقد الجهة كافر كما صرح به العراقي، وقال إنه قول لأبي حنيفة ومالك والشافعي والأشعري، والباقلاني ) ). اهـ.
ثم قال النووي رضي الله عنه: (( وقد اتفق سائر الفرق على تأويل نحو {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4] ، {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] ... الآية، {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] ، {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] ، (( وقلب المؤمن بين أصبعي نمن أصابع الرحمن ) )و (( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ) ).
وقال النووي رضي الله عنه أيضا في [شرح المشكاة] : (( والحاصل إن السلف والخلف مؤولون لإجماعهم على صرف اللفظ عن ظاهره، ولكن تأويل السلف