فهرس الكتاب
الصفحة 172 من 332

من أنهم متفقون على أن الله فوق العرش بذاته، فهو على فرض ثبوته عنهم لا يستلم أن لله مكانا، تعالى الله عن ذلك، فإن معناه أنه تعالى عالي الرتبة، والمكانة مستحق ذلك بذاته لا بغيره من كثيرة الأموال، والجنود كفوقية المخلوقات، وليس قولهم بذاته متعلقا بفوق، لعناده لأن المعنى عليه أنه فوق العرش بذاته وهو ممتنع لإبهامه )) . اه.

وأما قول ابن أبي يزيد القيرواني في الرسالة (( وأنه فوق عرشه المجيد بذاته ) ).

قال ابن الجوزي: (( لم يرد الشرع بذلك ) ).

قال قاسم بن عيسى ابن ناجي التنوخي القروي في شرحه على رسالة ابن أبي زيد هذا (جـ 1 - ص 28) عند قوله: (( وأنه فوق العرش المجيد بذاته ) )روي المجيد بالرفع على أنه خبر مبتدأ، وروي بالخفض على النعت للعرش، وهذا مما انتقد على الشيخ رحمه الله قوله: (( بذاته ) )فإنها زيادة على النص، فمن مخطئ ومن معتذر )) .

قال الفاكهاني: وسمعت شيخنا أبا علي البجائي يقول: إن هذه لفظة دست على المؤلف )) فإن صح هذا فلا اعتراض على الشيخ.

وقال الشيخ أحمد النفراوي: في سرحه على الرسالة المذكورة عند قول المصنف (( وأنه فوق العرش المجيد بذات ) )متعلق (بذاته) بالمجيد، والباء بمعنى في. مثل أقسمت بمكة، أي فيها، والضمير عائد على العرش، أي العظيم في ذاته، وقيل عائد على الله، والمعنى أن هذه الفوقية المعنوية له تعالى مستحقها بالذات لا بالغير من كثرة أموال أو جنود كفوقية المخلوقات، ولا يصح تعلق [بذاته بفوق] لفساد المعنى، لأن المعنى حينئذ، وهو فوق العرش بذاته، وهو ممتنع لأن فيه استعمال الموهم )) . اهـ.

وقال أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المالكي: في شرحه للرسالة المذكورة عند قول المصنف: (( وأنه فوق عرشه المجيد بذاته ) ) (( أخذ عليه في قوله: بذاته لأن هذه اللفظة لم يرد بها المسع ) ). اهـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام