قال الشيخ العدوي: صاحب الحاشية (( قوله أخذ عليه ) )أي اعترض عليه في قوله: (( بذاته ) )وأما قوله فوق عرشه المجيد. فلم يؤخذ عليه فيه: أي لأنه ورد الشرع بإطلاق الفوقية كقوله تعالى:
{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] .…فالمراد إطلاق الفوقية، من حيث هي لا بخصوص الإضافة للعرش )) . اه.…إذن فطالما أن دليل فوقية الله جل جلاله على عرشه بذاته مضعون فيه لما سمعت من العلماء لعدم ورود الشرع بذلك فكيف ساغ لمؤلف العقائد السلفية، دون بقية جميع المسلمين أن يقول: (( أما علماء الحنابلة من زمن الإمام أحمد إلى يومنا هذا، فهم الذين حملوا لواء هذا المعتقد تبعا لإمامهم ونشروه بين المسلمين .. الخ ) ). اهـ.
وبذا يستبا أن ما نشره الحنابلة السابعون، وما ينشره الحنابلة اللاحقون وما صرح به إمام السلفية في البلاد السامية (م. ن. د.) باطل لا دليل عليه لا من كتاب الله، ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ألم تعلموا أن المسلمين مطبقون على أن فوقية لله على عرشه، أو مخلوقاته فوقية عظمة وسلكان وقهر وتصرف ... الخ. لأنه تعالى (( غني عن العالمين ) )ونعيد فنكرر قولنا: قبل يخلق الله الكائنات جميعها أين كان؟ ألم يكن في ذلك الوقت ذو الجلال والإكرام؟ وهل خلق العرش لإظهار عظمته، أم للجلوس عليه؟ فهو تعالى لم يزل كما كان، ولم يتغير تعالى بخلقه للمكان والزمان، وهو حافظ العرش وجميع الكائنات من الزوال، فاتقوا اللهن ولا تصفوه بما هو عليه محال، واخشوا يوما ترجعون فيه إليه فيجازيكم بسوء اللتال، فيا إخواننا المسلمين، ممن تسمون أنفسكم السلفية الحنبلية. إن الله تعالى هو الحق المبين.
{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] .
فما قدمته لكم في كتابي هذا لهو خير معين لكم في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد نقلت لكم فيه رأي العلماء لأبرار من الصحابة والتابعين وأتباعهم