(قلت) : هذا ليس حديثا، ولا أثرا، إنما هو أكذوبة قبيحة ورواية منكرة وفي (ص 130) في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل أنه رأى الله تعالى (في روضة خضراء، دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة: ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد ) ) . وقد تقدم هذا كما ف العهد القديم والجديد فلا حاجة لذكره مرة أخرى.
وقال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا وهب- يعني ابن جرير-قال: ثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة، عن جبير بن محمد ابن جبير بن مطعم، عن أبيه عن جدهن قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يا رسول الله: جهدت الأنفس، وضاع العيال، ونهكت الأموال، فاستق [الله] لنا، فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ويحك تدري ما تقول؟ ) ).
فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: (( ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من جميع خلقه شأن الله عظيم أعظم من ذلك، ويحك أدري ما الله، إن الله على عرشه، وعرشه على سمواته، وسمواته على أرضيه، [فيروي علي بن موسى هكذا] ، وقال بأصابعه مثل القبة، وإنه ليئط به مثل أطيط الرحل بالراكب ) ).
(قلت) : هذا الحديث له شأن عظيم عند دعاة التجسيم كالحشوية ومن نحا نحوهم. ولكن يا للأسف لا يصلح للادعاء ففي سنده [وهب بن جرير] جاء في (تهذيب التهذيب) لإبن حجر العسقلاني قوله: (( وقال ابن حبان كان يخطئ، وقال لفظ فيه [مقال] من المرتبة السادسة من مراتب الجرح والتضعيف(إذن فاضرب بهذا الحديث عرض الحائط) .
وقد صنف الحافظ ابو القاسم ابن عساكر الدمشقي جزءاً في الرد على هذا الحديث سماه [بيان الوهم والتخليط الواقع في حديث الأطيط) واستفرغ وسعه في الطعن على محمد بن إسحاق. انظر البداية والنهاية جـ 1 ص 11