الإمام الأحمد] ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام، فحملوا الصفات [الإلية] على مقتضي الحس، فسمعوا أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجها زائدا على الذات، وعينيين وفما، ولهوات، وأضراسا وأضواء لوجهه هي السبحات، ويدين، وأصابع، وكفا وخنصرا وإبهاما، وصدرا وفخذا، وساقين، ورجلين، وقالوا، ما سمعنا بذكر الرأس. وقالوا: يجوز أن يمس ويحس ويدنى العبد من ذاته، وقال بعضهم: ويتنفس ... ولم يقنعوا بأن يقولوا: صفة فعل حتى قالوا: صفة ذات، ثم لما أثبوا أنها صفات قالوا: لا نحملها على توجبيه اللغة مثل يد النعمة، وقدرة، ولا مجيء وإتيان، على معنى بر ولطف، ولا ساق على شدة، بل قالوا نحملها: على ظواهرها المتعارفة، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين، والشيء إنما يحمل على حقيقته إذا أمكن، فإن صرف صارف حمل على المجاز، ثم يتحرجون من التشبيه. ويأنفون من إضافته إليهم، ويقولون (نحن أهل السنة والجماعة) .
وكلامهم صريح ف التشبيه، وقد تبعهم خلق من القوم، ثم قال ابن الجوزي رحمه الله: (( وقد نصحت التابع والمتبوع ) )ثم خاطبهم بقوله: (( يا أصابنا أتنم أصحاب نقل وأتباع، وإمامكم الأكبر(أحمد بن حنبل رحمه الله) يقول: (( وهو تحت السياط كيف أقول مالم يقل ) )فغياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه، ثم قلتم في الأحاديث تحمل على ظاهرها، فظاهر القدم الجارحة، فإنه لما قيل في عيسى عليه السلام [روح الله] اعتقدت النصارى أن الله سبحانه وتعالى صفة هي روح ولجت في مريم-وفي استوى في ذاته المقدسة، فقد أجراها سبحانه مجرى الحسيات. وينبغي ألا يهمل ما يثبت به الأصل. وهو العقل، فإنا به عرفنا الله تعالى، وحكمنا له بالقدم، فلو أنكم قلتم نقر