[ولها] (الانتقال) من أعلى إلى أسفل ودليله قوله تعالى:
{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48] .
[والثاني] (الإعلام) ودليله
{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: 193] .
أي أعلم به الروح الأمين محمدا صلى عليه وسلم.
[الثالث] بمعنى (القول) ودليله:
{سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الأنعام: 93] .أي سأقول مثل ما قال.
[الرابع] (الاقبال على الشيء) وذلك مستعمل في كلام العرب، جار في عرفهم مثل قولهم: نزل فلان من مكارم الأخلاق إلى دنيها، ونزل قدر فلان عند فلان، إذا انخفص.
[الخامس] بمعنى (الحكم) وذلك كفولهم كنا في خير وعدل حتى نزل بنا بنو فلان، أي حكمهم، وذلك كله متعارف عليه عند أهل اللغة، وإذا كانت هذه المعاني الخمسة كلها مشتركة بمعنى النزول، أليس من الواجب أن نحمل ما وصف الله به ذاته العلية من المجيء أو النزول على ما يليق به جل جلاله، من بعض هذه المعاني؟.
وأظن أنكم لا توافقون معي على الانتقال الحسي لأنه لا يليق بالله جل جلاله، وأفضل معنى يحمل على النزول من هذه المعاني الخمسة هما الاقبال والحكم (الاقبال بالرحمة، وإصدار الأمر لفصل القضاء) وهو بكل شيء عليم، وهو سريع الحساب وبهما قال ابن عباس والحسن رضي الله عنهما عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] .
انظر [النسفي والقرطبي] وقال حماد بن زيد (( نزوله: إقباله ) )انظر البيهقي كتاب الأسماء والصفات، حديث النزول.