فهرس الكتاب
الصفحة 299 من 332

الوهم الثاني:

قال البيهقي: وقد أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن منجويه الدينوري، بالدامغان، ثنا محمد بن إسحاق السني، أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا على بن الجعد، أنبأ ابن أبي ذئبن عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: كان الناس يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة، قال: وكانوا يقرؤون بالمئين، وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان رضي الله عنه من شدة القيام )) .

(قلت) : وهذا هو دليل أهل السنة والجماعة فيما ذهبوا إليه من أن صلاة التراويح عشرون ركعة لما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، إلا أن الألباني، قال في رسالته: (صلاة التراويح ص 56) عن هذا الحديث (( إن هذه الطريق بلفظ العشرين، في صلاة التراويح، وظاهر إسناده الصحة، ولهذا صححه بعضهم، ولكن له علة، بل علل تمنع القول بصحته، وتجعله ضعيفا منكرا، وبيان ذلك من جوه.

(الأول) أن ابن خصيفة هذا، وإن كان ثقة، فقد قال فيه الامام أحمد في رواية عنه (( منكر الحديث ) )ولهذا أورده الذهبي في (الميزان) ففي قول أحمد هذا إشارة إلى أن ابن خصيفة، قد ينفرد بما لم يؤوه عن الثقات، فمثله يرد حديثه إذا خالف من هو أحفظ منه، ويكون شاذا كما تقرر في (مصطلح الحديث) ، وهذا الأثر من هذا القبيل، فإن مداره على السائب بن يزيد كما رأيت، وقد رواه عنه محمد بن يوسف، وابن خصيفة، واختلفا عليه في العدد، فالأول قال عنه، فقد وصفه الحافظ ابن حجر بأنه (( ثقة ثبت ) )واقتصر في الثاني على قوله: (( ثقة ) )فهذا التفات من المرجحات عند التعارض، كما لا يخفى على الخبير بهذا العلم الشريف )) . اهـ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام