(( إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي ثلثا الليل، ثم يهبط فيقول هل من سائل؟ هل من تائب؟ هل من مستغفر من ذنب؟ ) ).
فقال روى في معنى هذا الحديث عن أبي بكر الصديق، وعلي ابن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود وعبادة بن الصامت. وغيرهم كثير
وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى ساء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفرله ) ).
قال أبو سليمان الخطابي (( هذا الحديث. وما أشبهه من الأحاديث في الصفات كان مذهب السلف الإيمان بها، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها ) )اهـ. (قلت) لا الإتيان بالمقدمات الفلسفية، التركيبات الكلامية لإثبات أن الله ينزل من السماء كل ليلة نزول الأجسام تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
وقال أبو سليمان: وقد روينا عن عبد الله بن المبارك أن رجلا قال له: كيف ينزل؟ فقال له: بالفارسية: (( كدخداي كارخويش كن ) )أي ينزل كما يشاء.
وقال أبو سليمان رحمه الله: وإنما ينكر هذا وما اشبهه من الحديث (على) من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهد من النزول الذي هو نزلة من أعلى إلى أسفل، وانتقال من فوق إلى تحت، وهذه صفة الأجسام، والأشباح. فأما نزول من لا يستوي عليه صفات الأجسام، فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه، وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم، واستجابته دعاءهم، ومغفرته لهم، يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية، ولا على أفعاله كمية سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
وقد أوضح لنا طريقة السلف بقوله: كما هو في (معالم السنن) (( وهذا من