فهرس الكتاب
الصفحة 85 من 332

يقول أبو العالية: الملائكة يجيئون ف ظلل من الغمام، والله عز وجل يجيء فيما يشاء ))

قال البيهقي: وهي في بعض القراءات: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [البقرة: 210] . وهي كقوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} [الفرقان: 25] .

فصح بهذا التفسير أن الغمام هو مكان للملائكة ومركبهم، وأن الله تعالى لا مكان له ولا مركب، وأما الإتيان والمجيء فعلى قول أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه، يحدث الله تعالى يوم القيامة (فعلا) يسميه إتيانا ومجيئا، لا بأن يتحرك أو ينتقل، فإن الحركة والسكون، والانتقال والاستقرار من صفات الأجسام، والله تعالى أحد صمد ليس كمثله شيء وهذا كقوله عز وجل:

{فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} [النحل: 26]

ولم يرد به إتيانا من حيث النقلة، وإنما أراد إحداث الفعل الذي به خراب ينيانهم، وخر عليهم السقف من فوقهم، فسمى ذلك الفعل إتيانا، وهكذا قال أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه: في أخبار النزول. أن المراد به فعل يحدثه الله عز وجل في سماء الدنيا كل ليلة يسميه نزولا بلا حركة ولا نقلة، تعالى الله عن صفات المخلوقين، وعلى هذا الأساس يفسر النزول كما في الأحاديث التالية.

أخرج مسلم في الصحيح من حديث غندر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام