العلم الذي أمرنا أن نؤمن بظاهره وأن لا نكشف عن باطنه، وهو من جملة (المتشابهات) ذكره الله تعالى في كتابه فقال:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7]
فالمحكم منه يقع به العلم الحقيقي والعمل، والمتشابه يقع به الإيمان، والعلم الظاهر، ويوكل باطنه إلى الله عز وجل، وهو معنى قوله تعالى:
{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7] .
…وإنما حظ الراسخين أن يقولوا آمنا به كل من عندنا ربنا' وكذلك ما جاء من هذا الباب في القرآن كقوله تعالى:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [البقرة: 210] . وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] .
…والقول في جميع ذلك عند علماء السلف هو ما قلناه، وروي مثل ذلك عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم )) . ثم قال أبو سليمان: (( وقد زل بعض شيوخ الحديث لم يرجع إلى معرفته بالحديث والرجال، فحاد عن هذه الطريقة حين روى حديث النزول، ثم أقبل على نفسه فقال: إنه قال كيف ينزل ربنا إلى السماء؟ قيل له ينزل كيف يشاء؟ فإن قال هل يتحرك إذا نزل؟ فقال: إن شاء يتحركن وإن شاء لم يتحرك ) )قال أبو سليمان: (( وهذا خطأ فاحش عظيم، والله تعالى لا يوصف بالحركة، لأن الحركة والسكون، وكالمها من أعراض الحدث وأوصاف المخلوقين، والله تبارك وتعالى متعال عنها (( ليس كمثله شيء ) )فول جرى هذا الشيخ على طريقة السلف الصالح، ولم يدخل نفسه فيما لا يعنيه لم يكن يخرج به القول إلى مثل هذا الخطأ الفاحش. قال أبو سليمان: وإنما ذكرت هذا لكي يتوفى الكلام فيما كان من هذا النوع، فإنه لا يثمر خيرا، ولا يفيد رشدا، ونسأل الله العصمة من الضلال، والقول بما لا يجوز من الفاسد والمحال )) اهـ.