وقد تظاهرت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بألفاظ مختلفة مع اتفاق المعنى، كما اشتهر عن الصحابة رضوان الله عليهم أن الأمة يستحيل عليها الخطأ، فوجب اتباع ما أجمعوا علهي، منها قوله صلى الله عليه وسلم:

(( لا تجتمع أمتي على خطأ ) )وقوله: (( لم يكن الله ليجمع أمتي على الضلالة ) )وقوله: (( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ) ).

وإذا كنتم لا تقولون بالإجماع كالخوارج والشيعة، وبعض المعتزلة، فما ذنب أهل السنة والجماعة؟ وإذا كان يوجد اعتراض على أنه غير إجماع فعلي، فإنه لا يستطيع عالم منصف أن ينكر أنه صحل إجماع سكوتي على المولد الشريف، وهو حجة قطعية عند أكثير الحنفية، وسواء قلنا: الإجماع السكوتي حجة قطعية، أو ظنية فليس فيه ما يدعو للتشنيع على فاعليه أو تضليلهم، أو تبديعهم أو تفسيقهم، والإجماع السكوتي كما هو معروف لذى العلماء هو أن يدلي بعض المجتهدين برأي في مسألة ما في عصر، ويسكت الباقي عن إبداء رأيه بالموافقة، أو المخالفة، بعد علمهم بالحكم، ويكون السكوت مجرد عن علامة الرضا، أو عدم الرضا، وقد أحدثه كما تقدم الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بكتكين أحد الملوك والعلماء الأمجاد، قال ابن كثير في تاريخه: كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول، ويحتفل به احتفالا هائلا، وكان شهما شجاعا بطلا علاما عادلا، رحمه الله وأكرم مثواه، قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب بن دحية مجلدا في المولد النبوي سماه (التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار الخ ... ما تقدم، وكان يحضر عنده في المولد أعيان علماء الأزهر الشريف، وكبار الصوفية، ولاقى عمله ذلك تجاوبا عاما في سائر بلاد المسلمين.

ومن المبتدع؟ أيكون المؤذن مبتدعا إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، وأصل ذلك مشروع في الدين في الكتاب والسنة قال تعالى:

(( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) )وقال علهي الصلاة والسلام: (( إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا كما يقول، ثم صلوا عليّ ) ).