فهرس الكتاب
الصفحة 322 من 332

لقد رتب الرسول عليه الصلاة والسام الصالة عليه بعد انتهاء الأذان وأمر المسلمين بها، والمؤذن هنا أحد أفراد المسلمين، فيكون مأمورا بالصلاة علهي هو وبقية المسلمين سواء بسواء، وقد نقلت لكم فتوى في هذا الخصوص من لجنة فتوى الأزهر الشريف بالقاهرة، إذن فلا وجه للاعتراض، أو التبديع أو التضليل، على من فعلها، وقد قدمت أن ممن يدعي السلفية قد ضرب وأهان مؤذن المسجد أكثر من مرة لأنه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان أسوة في القرى السورية المجاورة، فلماذا هذه العداوة والبغضاء، لمن يجهر بالصلاة على سيد المرسلين، وخاتم النبيين محمد بن عبد الله بعد الأذان؟ قرأنا على علمائنا الأعلام في الأزهر الشريف، وفي بلاد الشام معنى قوله تعالى:

{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]

بأن تذكر معي في لأذان، والإقامة، والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر ويوم الأضحى، ويوم عرفة، أيام التشريق، وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة، وفي خطبة النكاح.

(وبالجملة) لا يصح الأذان بدون ذكره، ولا تقبل صلاة أو خطبة إلا به، وإذا كان الله تعالى قد نوه بذكره في كل هذا، وهو أمر عام في كل ما ذكر فنحتاج إلى نص يمنعنا من الصلاة علهي بعد الأذان، ولا نص في ذلك، بل النص موجود من الكتاب والسنة يأمرنا بالصلاة عليه.

إذن فيمكننا أن نقول بعد هذا:

(المبتدع) : هو من يخالف السلف والخلف في عقيدتهم، وعبادتهم، وسيرتهم وقد برهنت لكم عن هذا كله، فما عليكم إلا أن تتثبتوا من صحة ما قلته بالمقارنة بني كتب أهل السنة والجماعة وكتب الحشوية الحنبلية، ولكي تستطيعوا اصدار الحكم العادل، لا بد لكم من المقارنة بين عقائد الفرق التي أشرت إليها، وبين ما تعتقده الحشوية في الصفات إذ أنها وافقت المعتزلة والكرامية بأن الله تكلم بحرف وصوت، وأن له وجها زائدا على الذات الخ ... ما تقدم، ومن قال بهذا فهو عندنا ليس من أهل السنة والجماعة. بل هو ممن خالف نهجهم، وسلك غير طريقهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام