وقال أيضا: حدثنا علي ابن محمد، ثنا عبد الله بن ادريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:
(( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم: قد حلق الابهام والوسطى ورفع التي تليها يدعو بها في التشهد ) ). اهـ.
قال السندي: قوله [ويشير بأصبعة] أي في الحديث الأول: قد أخذ به الجمهور، وأبو حنيفة، وصاحبه نص عليه محمد في موطنه، وغيره إلا أن بعض مشايخ المذهب أنكر الإشارة، ولكن أهل التحقيق من علماء المذهب نصوا على أن قولهم مخالف للرواية والدراية فلا عبرة به، وقوله: [قد حلق] في الحديث الثاني، قال السندي: في الزوائد، اسناده صحيح، ورجاله ثقات، وقوله: (( يدعو بها ) )مبني على أنها إشارة إلى التوحيد فصار بمنزلة الدعاء، إلا أن الانسان يستجلب بالتوحيد من نعم الله فوق ما يستجلب بالدعاء.
وجاء في (منار السبيل في شرح الدليل إلى مذهب ابن حنبل جـ 1 ص 94) (( ووضع اليدين على الفخذين مبسوطتين مضمومتي الأصابع بين السجدتين، وكذا في التشهد إلا أنه يقبض من اليمنى الخنصر والبنصر ويحلق ابهامه والوسطى، ويشير بسبابتها عند ذكر الله ) )لحديث ابن عمر:
(( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده على ركبته ورفع أصبعه اليمنى التي تلي الابهام ) )رواه أحمد ومسلم، وفي حديث وائل بن حجر (( ثم قبض ثنتين من أصابعه، وحلق حلقة، ثم رفع اصبعه، فرأيتها يحركها ويدعو بها ) )رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
وجاء في (الروض المربع شرح زاد المستقنع جـ ص 179) (( يقبض خنصر ) )يده (( اليمنى وبنصرها، ويحلق إبهامه مع الوسطى ) )بأن يجمع بين رأس الابهام