1 -قال الشيخ منصور بن يونس بن ادريس البهوتي الحنبلي: في كتابه (الروض المربع شرح زاد المستقنع جـ 1 - ص 153) (( ولا تكره القراءة على القبر ) )كما روى أنس مرفوعا:
(( من دخل المقابر فقرأ يس خفف الله عنهم يومئذ، وكان له بعددهم حسنات ) )وصح عن ابن عمر: (( أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها ) ).
قال في (المبدع) ثم قال: (( وأي قربة من دعاء واستغفار، وصلاة، وصوم، وحج، وقراءة وغير ذلك [فعلها] مسلم(وجعل ثوابها لميت مسلم أو حي نفعه ذلك) قال أحمد: (( الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه، ذكره المجد وغيره، حتى لو أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم جاز، ووصل إليه ثوابها ) ). اهـ. [هذا خلاف ابن تيمية الذي حرمها] .
2 -وجاء في (المجموع جـ 10 - ص 408) قال ابن القيم: فإن قيل: فهذا لم يكن معروفا في السلف، ولا يمكن نقله عن واحد منهم مع شدة حرصهم على الخبر، ولا أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وقد أرشدهم إلى الدعاء، والاستغفار، وبالصدقة، والحج، والصيام، فلو كان ثواب القراءة يصل لأرشدهم، ولكانوا يفعلونه، (أجاب ابن القيم) عن هذا الاعتراض بقوله: (( إن مورد هذا السؤال إن كان معترفا بصول ثواب الحج والصيام و. و. و .. قيل له: ما هذا الخاصية التي منعت وصول ثواب القرآن، واقتضت وصول ثواب هذه الأعمال؟ وهل هذا إلا تفريق بين المتماثلات؟ وإن لم يعترف بوصول تلك الأعمال إلى الميت، فهو محجوج بالكتاب والسنة والإجماع ) ).اهـ.
ويمكن أن يقال هنا: إن وصول ثواب الصوم، والحج، والصدقة مجمع عليه لورود ذلك في السنة الصحيحة، وكلها كانت مبتدأة بالسؤال، هل يجوز الصوم عن والدتي؟ هل يجوز الحج عن والدي؟ فكان الجواب من الرسول عليه الصلاة والسلام مخرجا لهم مخرج الجواب (بنعم) أي: تجوز هذه الأمور عن الأموات، ولم يسأل عليه الصلاة والسلام عن القراءة، فدل ذلك على جوازها.