فهرس الكتاب
الصفحة 169 من 332

(قلت) إذن فعقيدة الشيخ آل بوطامي في أن الله على العرش بذاته، كما صرح بذلك إمام السلفية في البلاد الشامية، وهكذا عقيدة جميع الحنابلة إلا من شذ عن هذا المعتقد وهم قلة إلا أنه جلوس بدون تكييف، فلماذا هذا التستر والمواربة والخداع؟ كيف تكون عقيدة الحنابلة أنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته إلا أنه بائن عن جميع خلقه بلا كيف؟ أي مخبول هذا الذي سيخدع بهذا الكلام؟ (بلا كيف) ومن هو هذا العاقل أو العالم الذي يستطيع أن يوافق، بين فوق العرش ولا فوقه؟ وهذا مما لا يقره مسلم على الاطلاق من أهل السنة والجماعة، وليس ما ذكره عقيدة الإمام أحمد رضي الله عنه، وحاشاه من هذه العقيدة، وعد علمت قوله في التصريح الثالث.

(قلت) ولعل الإمام جمال الدين عبد الرحمن بن الجوزي رحمه الله تعالى يريد الأمر إيضاحا أكثر ما أبانه مؤلف العقائد السلفية، وإليه: ذكر ابن الجوزي في كتابه (دفع شبهة التشبيه ص 18) (( اعلم أن الاستواء في اللغة على وجوه [منها] (الاعتدال) قال بعض بني تميم: (( فاستوى ظالم العشيرة والمظلوم ) )أي (اعتدلا) ، والاستواء (تمام الشيء) وقال تعالى:

{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29] .

قصد خلقها، والاستواء (الاستيلاء على الشيء) قال الشاعر:

إذا ما غزا قوما أباح حريمهم وأضحى على ما ملكوه قد استوى

وروى إسماعيل بن أبي خالد الطائي قال: (( العرش ياقوتة حمراء ) )وجميع السلف على إيراد هذه الآية كما جاءت من غير تفسير ولا تأويل، وقد حمل قوم من المتأخرين هذه الصفة على مقضى الحس، فقالوا: استوى على العرش بذاته.

قال ابن حامد: [أي الحسن بن حامد البغدادي الحنبلي متبوع ابن تيمية وأضرابه] (( الاستواء مماسة، وصفة لذاته، والمراد به القعود ) ).

قال: وذهبت طائفة من أصحابنا إلى أن الله تعالى على عرشه ما ملأه وأنه يقعد نبيه معه على العرش، وقال: والنزول انتقال. وعلى ما حكى تكون ذاته أصغر من العرش، فالعجب من قول هذا!! ما نحن مجسمة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام