يريد فوقها وعليها، وكذلك:
{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] .
يريد عليها، وقال تعالى:
{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] .
قال أهل التأويل العالمون بلغة العرب، يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عن جماعة ممن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة (رضي الله عنه) ، مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء بمعنى فوقها وعليها، فلذلك قالك: الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه المجيد بذاته، ثم بين أن علوه على العرش إنما هو بذاته لأنه بائن عن جميع بلا كيف )) اهـ.
2 -قول القاضي عبد الوهاب: إمام المالكية بالعراق-كما يقول المؤلف-من كبار أهل السنة (( صرح بأن الله استوى على عرشه بذاته، نقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتنه، ونقله عن القرطبي في شرح الأسماء الحسنى ) )اهـ.
3 -قول الإمام الحافظ أبي عمر بم عبد البر: قال في كتاب التمهيد في شرح الحديث الثامن لابن شهاب، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) ).
هذا الحديث ثابت من جهة النقل صحيح الاسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته، وفيه دليل على أن الله في السماء على العرش، من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة، وهو حجة على المعتزلة والجهمية في قولهم (( إن الله في كل مكان وليس على العرش ) )... ثم أورد أقوالا أخرى، إلى أن قال: أحمد بن حجر آل بوطامي: أما علماء الحنابلة من زمن الإمام أحمد إلى يومنا هذا، فهم الذين حملوا لواء هذا المعتقد الصحيح، تبعا لإمامهم، ونشروه بين المسلمين، ووقعت بينهم وبين أرباب المذاهب الأخرى مناظرات سجلها التاريخ، وكلهم على هذا المعتقد سوى أفراد قليلين قد نسبوا إلى تأويل بعض آيات الصفات ... )) اهـ